هل تساءلت يومًا عما يختبئ تحت سطح الأرض في قلب جزيرة قشم؟
في عمق صخور الجزيرة تكمن أسرارٌ من عصورٍ مضت؛ كهوف خوربس أو كوربس الشهيرة التي تحكي قصة التاريخ والجيولوجيا في آنٍ واحد. هذه الكهوف ليست مجرد تشكيلات صخرية، بل هي سجلٌ حيّ لتشكل الطبيعة وتداخل الحضارات عبر الزمن.
ترجع أهمية كهوف خوربس إلى تشكّلها على مدى ملايين السنين بفعل عوامل التعرية والتجوية. فقد أدت عملية تحلل الصخور وتفاعلها مع المياه والأملاح إلى تكوين تشكيلات فريدة من نوعها؛ مثل الستالاكتيت والستالاجمايت التي تضيف إلى سحر المكان.
تعتبر هذه الكهوف شاهدةً على التحولات الجيولوجية التي شهدتها الجزيرة، وقد استُخدمت في بعض الفترات كملاجئ طبيعية ومواقع عبادة لحضارات قديمة.
لم تكن كهوف خوربس مجرد معلم طبيعي؛ بل لها أبعاد ثقافية وتاريخية عميقة. فقد تناولت الأساطير المحلية قصصًا عن الكهوف وسحرها، حيث يحكى أن الأنوار الخافتة التي تنعكس على جدرانها تحمل رسائل من الزمن القديم.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المكان يرمز إلى تمازج الطبيعة مع الإرث الحضاري للمنطقة، مما يجعله مقصدًا هامًا للباحثين عن معرفة التاريخ العميق لجزيرة قشم.
تشير الدراسات إلى أن كهف خربس كان يستخدم كمكان للعبادة في العصور القديمة، وربما كان مخصصًا لعبادة الإلهة “أناهيتا” أو “ميثرا”، وفقًا لبعض الباحثين. كما كان يستخدم كمأوى للسكان المحليين خلال فترات الاضطرابات، مما يعكس أهميته الاستراتيجية والثقافية في تلك الحقبة.
يتكون الكهف من مجموعة من القاعات والممرات المنحوتة في الصخور، مع فتحات تطل على الساحل الجنوبي للجزيرة. تظهر هذه التكوينات الصخرية براعة الإنسان القديم في استخدام الطبيعة لتلبية احتياجاته، سواء للسكن أو للعبادة.
زيارة كهف خربس توفر تجربة فريدة تجمع بين الاستمتاع بالمناظر الطبيعية والتعرف على التاريخ الغني للمنطقة. يُنصح بارتداء أحذية مريحة وإحضار كاميرا لالتقاط الصور التذكارية. كما يُفضل زيارة الكهف خلال ساعات النهار للاستفادة من الإضاءة الطبيعية التي تُبرز تفاصيله المعمارية.
تتوفر في قشم خدمات سياحية متخصصة تساعد الزائر في استكشاف كهوف خوربس:
اللغة الرسمية في قشم هي الفارسية، ولكن نظرًا للتنوع الثقافي في الجزيرة، قد تجد بعض السكان يتحدثون العربية، خاصة في المناطق القريبة من الخليج العربي.
ندعوكم لاستكشاف هذا المعلم الطبيعي الفريد والاستمتاع بتجربة غنية تجمع بين العلم والتراث والفن الطبيعي.
بدون تعليق