تُعدّ جزيرة قشم، الواقعة في قلب الخليج الفارسي، واحدة من أهم الجزر الإيرانية من حيث التراث الثقافي والحضاري. هذه الجزيرة ليست مجرد وجهة سياحية، بل هي مرآة تعكس عمق التاريخ والثقافة الشعبية. ومن أبرز مظاهر هذا التراث الغني: الحِرَف اليدوية في قشم، ولا سيما الصناعات البحرية مثل صناعة السفن، والنسيج اليدوي الذي تشتهر به نساء الجزيرة.
تقع قشم في موقع استراتيجي وسط الخليج الفارسي، ما جعلها على مدى قرون مركزًا للتجارة، والصيد، وبناء السفن. ومع مرور الزمن، تطوّرت في الجزيرة حرف يدوية تقليدية تعكس حاجة الإنسان القشمي للتأقلم مع البحر والطبيعة من حوله.
إن الحرف اليدوية في قشم ليست فقط أدوات يومية أو وسائل كسب للعيش، بل هي جزء حيّ من الهوية الثقافية لشعب يعيش في تناغم مع البحر والصحراء.
تُعتبر صناعة اللنجات (السفن الخشبية التقليدية) من أهم وأقدم الحرف البحرية في جزيرة قشم. يقوم الحرفيون المحليون ببناء هذه السفن يدويًا باستخدام أدوات تقليدية وخشب الساج أو السمر، ويُراعى في تصميمها مقاومة أمواج الخليج الفارسي.
هذه الصناعة كانت وما زالت تُستخدم لأغراض الصيد والتجارة، خصوصًا مع بلدان الخليج والهند.
🔑 الكلمات المفتاحية: صناعة السفن في قشم، الحرف البحرية، لنج قشم، تراث قشم البحري.
الحياة البحرية في قشم إيران دفعت السكان إلى تطوير تقنيات متقدّمة لصيد الأسماك، ومنها حرفة نسج الشباك اليدوية. وتُعدّ هذه الشباك جزءًا من التراث المحلي، حيث تصنع النساء والرجال معًا خيوطًا تُستخدم في صيد مختلف أنواع الأسماك في الخليج الفارسي.
تشتهر نساء قشم بحرفة النسيج والتطريز، وخاصة إنتاج قطع القماش التي تُستخدم في الأزياء التقليدية مثل العباءة والوشاح. يتميز هذا النسيج اليدوي باستخدام خيوط ذهبية وفضية، ويعكس الفن المحلي والأذواق الشعبية.
🔑 الكلمات المفتاحية: النسيج اليدوي في قشم، تطريز قشم، أزياء قشم التقليدية، الحرف النسوية في جزيرة قشم.
تُعَدّ البوشية القَشْمِية من الرموز الثقافية البارزة في الجزيرة. وهي قناع نسائي يُرتدى على الوجه، ويُحاك يدويًا بخيوط دقيقة وزخارف خاصة. لا تقتصر أهميتها على الجانب الجمالي، بل تعبّر عن هوية المرأة القَشْمِية.
في السنوات الأخيرة، أصبحت الحرف اليدوية في قشم من أهم عناصر السياحة الثقافية في إيران. حيث يزور السيّاح الأسواق التقليدية لاقتناء منتجات يدوية تعكس التراث الشعبي الإيراني.
ومن أبرز هذه الأسواق:
سوق درگهان التقليدي
معرض الحرف اليدوية في مدينة قشم
معارض سنوية تُقام في مواسم المهرجانات.
تُعلِّم الأمهات والبنات في قشم هذه الحرف جيلاً بعد جيل، مما ساعد على الحفاظ على التراث من الاندثار. كما تعمل الجهات الثقافية الإيرانية على تسجيل بعض هذه الحرف في قائمة التراث الثقافي غير المادي.
تُشكّل الحرف اليدوية في قشم ركيزة أساسية من التراث الثقافي في الخليج الفارسي. فهي ليست مجرد صناعات، بل حكايات تُروى بالخيط والمطرقة والخشب والحرير. وتبقى جزيرة قشم الإيرانية نموذجًا فريدًا لحياة شعوب البحر، تجمع بين الأصالة والمهارة، وبين التاريخ والحرف.
بدون تعليق