الكتابة للتلفزيون تمثل واحدة من أعقد المهارات الصحفية التي تتطلب تمكناً من اللغة وقوة في الأسلوب، بالإضافة إلى القدرة على التفاعل مع الصورة بطريقة بديهية ومبتكرة. النص التلفزيوني لا يُكتب بمعزل عن الصورة، بل يجب أن يتكيف معها ويكملها، مع التأكيد على أن الصور نفسها هي الأساس في السرد.
قبل كتابة النص، على الصحفي أن يطرح سؤالين أساسيين:
ما هي المعلومات التي لا تغطيها الصورة أو الأصوات الطبيعية؟
كيف يمكن أن يُكتب التعليق ليضيف قيمة وجمالية للتقرير؟
القاعدة الذهبية هي عدم تكرار ما تظهره الصورة بل إظهار “لماذا” أو “كيف” نراها، مع التركيز على بناء قصة متسلسلة ذات إيقاع واضح باستخدام جمل قصيرة وصوتيات طبيعية تدمج المشاهد في الحدث.
في التقارير، يجب التركيز على الجانب الإنساني من القصة عبر تسليط الضوء على أشخاص وأحداث حقيقية، لأن الجمهور يتفاعل أكثر مع قصص حقيقية وأبطال ملموسين بدلاً من الأرقام المجردة. كذلك، من المهم استخدام الصور المقربة وتنوع الزوايا لزيادة تفاعل المشاهد.
لا بد أن يكون النص مرناً وقابلاً للتعديل مع كل قراءة، حيث تعتمد الكتابة التلفزيونية على الإبداع أكثر من القواعد الجامدة. يُفضّل أيضاً أن ينهي التقرير بإشارة لما قد يحدث لاحقاً لجذب اهتمام المشاهد وإبقائه متابعاً.
في النهاية، الصحفي هو الراوي الذي يبني علاقة حميمة بين المشاهد وقصته، عبر لغة تنسجم مع الصورة وتُثريها، مما يجعل الكتابة للتلفزيون فناً بحد ذاته يحتاج إلى تدريب مستمر وفهم عميق لتقنيات السرد المرئي.
بدون تعليق